ولد الدكتور محبب عبد الوهاب بمدينة لامونجان جاوة الشرقية إندونيسيا بتاريخ 23 من أكتوبر 1968، وتلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مسقط رأسه. وبعد التخرج في المدرسة الثانوية عام 1986، هاجر إلى عاصمة البلاد جاكرتا للالتحاق بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية للدراسة في مرحلة الليسانس، وحصل على شهادة الليسانس في تخصص تعليم اللغة العربية عام 1991، وكان موضوع بحثه: “النظرية السلوكية وتطبيقها في تطوير منهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها”، وفي نفس العام، التحق بقسم الدبلوم العام في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بمعهد العلوم الإسلامية والعربية بجاكرتا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وبعد التخرج، عين مدرسا في كلية التربية التي تعلم فيها طوال خمس سنوات لمرحلة الليسانس. وكان يدرّس مادة اللغة العربية للطلاب الجدد، وبعد أربع سنوات من تخرجه في مرحلة الليسانس، التحق بمرحلة الماجستير في نفس الجامعة، وأخذ تخصص الدراسات الإسلامية وتخصصه الدقيق هو تفسير القرآن الكريم، وحصل على شهادة الماجستير برسالة موضوعها “الحوار في القرآن الكريم: تفسير موضوعي لقصة إبراهيم عليه السلام” (1997). ثم واصل دراسته لمرحلة الدكتوراه في تخصص تعليم اللغة العربية، ونال درجة الدكتوراه عام 2008 بالدفاع عن أطروحة عنوانها “الفكر اللغوي عند تمام حسان في مناهج البحث في النحو العربي وتعليمه”، وقررت الجامعة أن هذه الأطروحة اختيرت أجود أطروحة لائقة لطباعتها ونشرها كتابا مرجعيا.
ومن إنجازاته أنه اجتاز فائزا أولا في مسابقة دولية في إعداد مقالة علمية نظمتها منظمة التعاون الإسلامية، ونال جائزة قدرها 500 دولار أمريكي. كما نال جائزة أولي في مجال التعليم والبحث العلمي على المستوى الوطني من وزارة الشئون الدينية للجمهورية الإندونيسية (2005). وله أيضا حق الإبداع في الاختبارات في اللغة العربية للناطقين بغيرها (TOAFL) وهو أول اخبتار مقنن أو معياري في اللغة العربية من نوعه بإندونيسيا، وذلك من قبل وزارة الحقوق للجمهورية الإندونيسية.
وللدكتور آثار وأعمال علمية طوال خبرته كمدرس وباحث في الجامعة، ومن بينها: كتاب علم النفس من منظور إسلامي (2004)، وحل مشاكل الأمة في ضوء أخلاق الإسلام (2013)، وإبيستمولوجيا وطرائق تعليم اللغة العربية (2008)، وتطبيق الفكر اللغوي عند تمام حسان في تعليم اللغة العربية (2009)، والتأمين من منظور القرآن والسنة (2006)، ومعجم مصطلحات في اللغة العربية وآدابها (بالاشتراك) (2019). وقد كتب ونشر أكثر من 50 مقالات علمية في المجلات والدوريات العلمية، ومن بينها: تعليم اللغة العربية في عصر ما بعد الطرائق، ودور اللغة العربية في تطوير العلوم والحضارة الإسلامية، وتطوير منهج تعليم اللغة العربية في الجامعات الإسلامية الحكومية بإندونيسيا، وخارطة صناعة المعاجم العربية بإندونيسيا، وتطور اللغة العربية المعاصرة في قناة الجزيرة التلفزيونية. وهو يعتبر كاتبا منتجا لأنه كتب مقالتين في كل شهر على الأقل في جرائد وطنية، وقد كتب حتى الآن أكثر من 365 مقالة ورأيا مستقلا في جريدة ربوبليكا، وكومباس، ومديا إندونيسيا، وجريدة جاكرتا، وكوران سندو. وبفضل إبداعه وإنتاجاته العلمية، عينت الكلية مدرسا مبدعا ومنتجا في عام 2019.
وبالإضافة إلى ذلك، انتمى الدكتور إلى كثير من المنظمات الإسلامية والعلمية، فهو حاليا سكرتير عام لهيئة تطوير المعاهد المحمدية (عنصر من عناصر هيئة الرئاسة للجمعية المحمدية)، وعيّن أيضا وكيل رئيس عام لاتحاد مدرسي اللغة العربية بإنجونيسيا (2019 إلى 2023)، وهو رئيس عام لمؤسسة نور سمستا للتربية والدعوة الإسلامية وهي مؤسسة تابعة لمؤسسة إسطنبول للوقف والثقافة والعلوم. وشارك في الكثير من المؤتمرات والملتقيات والندوات العلمية الدولية والوطنية على السواء في مجال تعليم اللعة العربية باحثا ومشاركا. وبفضل أنشطته المباركة والبارزة، زار الكثير من دول الشرق الأوسط، ومن بينها المملكة العربية السعودية، والجمهورية السورية العربية، وتركيا، ولبنان، والإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، والعراق، والأردن، وقطر، وألمنانيا، وهولاندة، وسنغافورة، وماليزيا، وتايلاندة في سبيل القيام بالبحث العلمي والمشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية. وهو حاليا رئيس قسم تعليم اللغة العربية لمرحلة الماجستير بكلية التربية للجامعة، وهو أيضا رئيس التحرير لمجلتي “عربيات” و”عربي” المحكمتين وطنيا واللتين تختص بالدراسات العربية وآدابها وتعليم اللغة العربية. هو عضو من أعضاء هيئة الاعتماد الوطنية للجامعات الإندونيسية.
ومن آماله وطموحاته المستقبلية الحصول على جائزة الملك فيصل في الدراسات العربية وتعليم العربية للناطقين بغيرها. والله نسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، والله ولي التوفيق وهو المستعان.