يعد النظام الأساسي أهم مرجع قانوني للاتحاد وأعضاءه، ويحتوي على مواد وفقرات وبنود تحدد الحقوق والواجبات. وسوف يعرض الأساسي في اجتماع القادم للجمعية العمومية لمناقشة التعديلات التي تمت عليه وإقراره واعتماده.

ويعد الاتحاد الدولي للغة العربية من بين المؤسسات الأعضاء في الجمعية العمومية للمجلس الدولي للغة العربية، ويتمتع بجميع مزايا العضوية أسوة بالمنظمات والهيئات والاتحادات والمجامع الأعضاء في الجمعية العمومية للمجلس.

اللغة العربية من العلوم الأساسية الأصيلة الحياتية وتتميز بأنها مسؤولية خاصة وعامة، وتدخل في باب الواجب والفرض العين على جميع من تربطهم بها روابط دستورية أو وطنية أو دينية أو تعليمية، لأنها تتعلق بالكلام والقراءة والكتابة والتفكير والاستماع والتعبير والمحادثة التي يحتاج إليها الإنسان في حياته اليومية. كما أن للغة علاقة كبيرة بالفكر والقدرات والمهارات وترتبط بالعيش والحياة بصفتها لغة الحياة، ويعد تعلمها من المهارات الحياتية التي يحتاجها الفرد مهما كانت وظيفته وتخصصه ومسؤولياته.

أما العلوم المهنية مثل الطب والهندسة والحاسوب والإدارة والفنون وغيرها من العلوم فهي علوم مهنية ليست ملزمة للجميع ولكنها فرض كفاية إذا قام بها جزء من المجتمع لخدمة البقية الأخرى فإنها تسقط فرضية هذه العلوم المهنية عن بقية أفراد المجتمع. ولهذا فإن اللغة العربية أصل لكل العلوم مهما علا شأن تلك العلوم في المجتمع، لأن تلك العلوم تعتمد على اللغة قراءة وكتابة وممارسة وفكراً وتعليماً وإنتاجاً وتصنيعاً إلى غير ذلك، بينما تعد العربية من الناحية العلمية والفلسفية هي أداة للعيش والحياة، ومن المكونات الأساسية للشخصية الإنسانية. لذلك ليس من الضرورة أن يتعلم كل فرد الطب والهندسة والإدارة والمحاسبة والعلوم التطبيقية وغيرها، ولكن من الضروري أن يتعلم كل فرد لغته لأنها جزء أساسي من تركيبته وتكوينه البشري، ومرتبطة بحياته وطريقة عشية ودوره ووظيفته في الحياة. وبالتالي فإن المختصين في اللغة العربية هم النخبة الحقيقية المسؤولة عن الهوية وتكوين الشخصية الفردية وبناء القدرات والمهارات الحياتية عند الأفراد، والقادرون على تشكيل الوعي وإثارة الأفكار والمبادرات في عقول النشأ. ولهذا يكون انتسابهم للاتحاد من باب الواجب لرفع مكانتهم وتعزيز دورهم في خدمة اللغة والوحدة الوطنية والتضامن وإعداد الأجيال وإعادة إنتاجها لضمان الاستمرار والاستقرار والانتماء للمجتمعات والدول التي يمثلونها.

كما أن تعلم العربية من غير العرب مهم للغاية لأن ذلك يشكل تواصلا بين بني البشر، ويرفع من مستوى تبادل المصالح والمنافع التجارية والعلمية والصناعية والثقافية والطبية والسياحية، إضافة إلى دفع الشبهات وتكوين العلاقات المتبادلة، وفتح أفاقا جديدة لتعزيز الثقة بين الأمم والشعوب والثقافات العالمية المختلفة. ومن هذا المنطلق فإن العضوية في الاتحاد تحقق التواصل والتعاون وتبادل المصالح والمنافح بين الأمم والشعوب المتحدثة بالعربية وغيرها من الأمم.